Hamid Admin
عدد المساهمات : 235 نقاط : 730 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/11/2010 العمر : 45
| موضوع: الرياضة التي وصى عليها الإسلام الأربعاء مايو 02, 2012 5:45 pm | |
|
ألعاب الفروسية وهناك ألوان كثيرة من اللهو، وفنون اللعب، شرعها النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين ترفيها عنهم، وترويحا لهم. وهي في الوقت نفسه تهيئ نفوسهم للإقبال على العبادات والواجبات الأخرى، أكثر نشاطا وأشد عزيمة، وهي مع ذلك في كثير منها رياضات تدربهم على معاني القوة، وتعدهم لميادين الجهاد في سبيل الله. ومن ذلك: مسابقة العَدْو [الجري على الأقدام]: وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتسابقون على الأقدام، والنبي صلى الله عليه وسلم يقرهم عليه. وقد رووا أن عليا رضي الله عنه كان عَدَّاء سريع العدو. وكذلك كان سلمة بن الأكوع وغيره من الصحابة. المصارعة: وقد صارع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا معروفا بقوته ويسمى "ركانة" فصرعه النبي أكثر من مرة (2). وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم صارعه ـ وكان شديدا ـ فقال: شاة بشاة(3) فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: عاودني في أخرى، فصرعه النبي، فقال: عاودني، فصرعه النبي الثالثة، فقال الرجل: ماذا أقول لأهلي؟ شاة أكلها الذئب، وشاة نشزت، فما أقول في الثالثة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك، خذ غنمك ". وقد استنبط الفقهاء من هذه الأحاديث النبوية مشروعية المسابقة على الأقدام، سواء أكانت بين الرجال بعضهم مع بعض، أو بينهم وبين النساء المحارم أو الزوجات. كما أخذوا منها أن المسابقة والمصارعة ونحوها لا تنافي الوقار والشرف والعلم والفضل وعلو السن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حين سابق عائشة كان فوق الخمسين من عمره. وهو من هو : فضلا ومكانة ورفعة وقدرا، فهو الإمام والقائد، وقبل ذلك هو رسول الله ، وصفوة خلقه صلى الله عليه وسلم. اللهو بالسهام [التصويب]: ومن فنون اللهو المشروعة: اللعب بالسهام والنبال. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على أصحابه في حلقات الرمي [التصويب] فيشجعهم ويقول: " ارموا وأنا معكم " (4). ويرى عليه الصلاة والسلام أن هذا الرمي ليس هواية أو لهوا فحسب، بل هو نوع من القوة التي أمر الله بإعدادها في قوله سبحانه: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) الأنفال: 60، وقال عليه الصلاة والسلام في ذلك: " ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي (5) ، وقال صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالرمي فإنه من خير لهوكم (6). غير أنه عليه السلام حذر اللاعبين من أن يتخذوا من الدواجن ونحوها من الأحياء: غرضا لتصويبهم وتدريبهم ـ وكان ذلك مما اعتاده بعض العرب في الجاهلية ـ. وقد رأى عبد الله بن عمر فتيانا من قريش يفعلون ذلك. فلما رأوا عبد الله بن عمر تفرقوا، فقال: " إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا " (7) وإنما لعن من فعل ذلك، لما فيه من تعذيب للحيوان وإتلاف نفسه فضلا عن إضاعة المال، ولا ينبغي أن يكون لهو الإنسان ولعبه على حساب غيره من الكائنات الحية. ومن أجل ذلك روي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التحريش بين البهائم ( وذلك بتسليط بعضها على بعض، وكان من العرب من يأتون بكبشين أو ثورين يتناطحان حتى يهلكا أو يقاربا الهلاك، وهو يتفرجون ويضحكون، قال العلماء: وجه النهي عن التحريش أنه إيلام وتعذيب للحيوان، وإتعاب لها، دون فائدة إلا لمجرد العبث. والحديث في سنده ضعف، ولكن معناه يتفق مع قواعد الشريعة التي تنهى عن إيذاء الحيوان من أجل منفعة الإنسان، كما في حديث ابن عمر السابق. وبهذا نعرف موقف الإسلام من اللعبة المتوارثة في أسبانيا، وهي (مصارعة الثيران) ففيها التلهي بالحيوان، بعد إثخانه بالجراح، وطعنه بالسهام، ثم قتله في النهاية. اللعب بالحراب: ومثل اللعب بالسهام: اللعب بالحراب. وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم للحبشة أن يلعبوا بها في مسجده الشريف، وأذن لزوجته عائشة أن تنظر إليهم، وهو يقول لهم: " دونكم يا بني أرفدة " وهي كنية ينادى بها أبناء الحبشة عند العرب. ويبدو أن عمر ـ لطبيعته الصارمة ـ لم يرقه هذا اللهو، وأراد أن يمنعهم، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك، فقد روى الصحيحان عن أبي هريرة قال: بينما الحبشة يلعبون عند النبي صلى الله عليه وسلم بحرابهم، دخل عمر فأهوى إلى الحصباء فحصبهم بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعهم يا عمر " (9) ركوب الخيل : قال الله تعالى: (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) النحل:8. وقال رسوله الكريم: " الخيل معقود بنواصيها الخير " (13) وقال عليه الصلاة والسلام: " ارموا واركبوا " (14) وعن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وأعطى السابق (18) وكل هذا من النبي صلى الله عليه وسلم تشجيع على السباق وإغراء به، لأنه ـ كما قلنا ـ رياضة وتدريب. وقيل لأنس: أكنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراهن؟ قال: نعم، والله لقد راهن على فرس يقال له سبحة، فسبق الناس، فهش لذلك وأعجبه. (19) والرهان المباح أن يكون الجعل الذي يبذل من غير المتسابقين أو من أحدهما فقط، فأما إذا بذل كل منهما جعلا على أن من يسبق منهما أخذ الجعلين معا فهو القمار المنهي عنه. وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا النوع من الخيل الذي يعد للقمار: " فرس الشيطان " وجعل ثمنها وزرا، وعلفها وزرا، وركوبها وزرا. (20) السباحة: ومن اللهو المشروع: السباحة، وهي أمر مرغوب فيه شرعا، روى النسائي بإسناد صحيح في كتابه (عشرة النساء) والطبراني في الكبير عن عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرتميان (أي بالنبال والسهام) فملَّ أحدهما فجلس، فقال له الآخر: كسلت؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل، فهو لغو ولهو ـ أو سهو ـ إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين (أي للرمي والتصويب) وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعليم السباحة " (22) وهذه الخصال الأربع من أسباب القوة للمجتمع المسلم، وإن كان فيها لهو ولعب، ولهذا اعتبرت من ذكر الله ومن العمل الصالح، فالمشي بين الغرضين لتعلم فن الرماية، وإتقان التصويب، وتأديب الفرس وحسن سياسته، لأنه من وسائل الجهاد وإعداد القوة، وملاعبة الأهل مما يدعم روابط الأسرة، وهي أساس المجتمع، وتعليم السباحة لأنها من أسباب القوة.
| |
|