نصّ السّؤال:
السائل nakhla
حالة
عاجلة سباق مع الوقت. السلام عليكم: ماحكم شاب يريد أن يخلق مؤسسة في
اطار تشغيل الشباب و يكون مموله البنك علما أن الشاب لا يملك مدخولا؟ من فضلكم
الرد بسرعة لانها حالة مستعجلة لان الشاب بدأ في المعاملات . وشكرا.
نصّ الجواب:
الحمد
لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
وعليكم
السّلام ورحمة الله وبركاته.
فإنّ
الاقتراض من البنوك سواء عن طريق (l'ansej ) أو غيره إذاكان مقابل فائدة تدفع إليهم بعد مدّة من التّعامل في
مشاريعهم، فإنّه
من الرّبا الّذي حرّمه الله تعالى، وآذن بمحاربة المتعاملين به، فقال:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ
اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا
تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)}[البقرة].
ولا
يغرّنك شيوع المنكر، فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( يَأْتِي عَلَى النَّاسِزَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ
مَا أَخَذَمِنْهُ، أَمِنَ الْحَلَالِ أَمْ مِنْ الْحَرَامِ ؟)).
لذلك وجب
على المسلم هجرُ هذه المعاملات الرّبويّة، وأن يتوكّل على الله الّذي قال:{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْحَيْثُلَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ
جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) }.
واعلم نّ مشاركة من ماله من الحرام ( أشخاص أو مؤسّسات
كالبنوك ) والتّعامل معه فيه مفاسد كثيرة، منها:
1- أوّلا: فيه إقرار على الكسب الحرام،
والمسلم مأمور بإنكاره، لا أن يُشاركه.
2- ثانيا:وفيه إعانة
واضحة وتشجيع كبير له على فعل الحرام:
فلولا
وجود هذا المتعامل ( وهو من يريد إنشاء مؤسّسة ) ما استطاعت البنوك أن تلج هذه
المشاريع.
وهذا ما
يجعل المتعامل شريكًا في الإثم والمؤاخذة، لأنَّ الإعانةعلى المعصية معصية.
وقد وضع
لنا الله تعالى قاعدة عامّة شاملة في هذاالباب فقال: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ
تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ }، وقد( لَعَنَ
اللهُ فِي الخَمْرِ عَشَرَةً ).
3- وفيه محق
البركة، قال
تعالى: { يمحَق
الله الرّبا ويُربِي الصَّدَقاتِ }، فأنت
بمشاركتك له تعرّض مالك للمحق، ورفع الخير عنه.
-
وتذكّرأنّ العلماء أفتَوا لمن يعطِي – فقط - أخاه المسلم وثيقة ( وعد بالبيع / promesse de vente) ليتسنّى له الاقتراض من البنك، عَدُّوا ذلك محرّما، فكيف بمباشرة العمل والشّركة ؟.
- هذا
وأذكّر أخي المسلم بقوله تعالى: { وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لهُ مَخْرَجًا
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبْ }،
وقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إنّروح القدس نفث في رُوعِي أنّه لن تموت نفسٌ حتّى تستكمل
رزقها وأجلها،فأجملوا في الطّلب، فإنّ ما عند الله لا يُنالُ بمعصية الله)).
والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم