من هو المعلم الناجح ؟
إنه المعلم الذي يؤمن بنبل الرسالة التي يحملها( التربية
والتعليم ) وهي رسالة الأنبياء،ويحس بثقل المسؤولية التي يتحملها ( تبليغ العلم
،والمعرفة للناشئة،وإعطاؤهم القدوة الحسنة ) وهي مهمة ليست متاحة لكل الناس، من
وهبه الله إياها، ونجح في أدائها بإحسان فقد حاز خيري الدنيا والآخرة، حاز الذكر
الحسن في الدنيا ، والجزاء الأوفى في الآخرة.
هذا المعلم الذي يقدر ثقل المسؤولية الملقاة على كاهله،
مسؤولية التبليغ، فيستعد لذلك متسلحا بالعلم والمعرفة، ومتحليا بالصبر والأناة
والمكابدة، عازما على البذل بإخلاص، والعطاء بسخاء ووفاء وأمانة، فيستعد لذلك كل
الاستعداد المادي والمعنوي بـ :
الإطلاع على طرق التدريس الحديثة، وعلى ما جد فيها من
تقنيات ووسائل، وأدوات وتطورات...، الإطلاع على الجديد في علم النفس، والتعرف على
نفسية الأطفال وميولاتهم، ومعرفة خصائص ومميزات كل مرحلة من مراحل النمو...،
التحضير المسبق للدروس ( المادي والمعنوي) الذي يتساوى فيه الجميع كيفما كانت
مستوياتهم، ورتبهم، وخبراتهم، وكيفما كانت مستويات الذين يعلمونهم، بحيث ترتب
المعلومات الترتيب الملائم لعرض الدرس ومستواه، انتقاء المناسب من المعلومات
المراد تبليغها بالقدر المناسب لمستوى التلاميذ؛ ولفروقهم الفردية، ولزمن الحصة،
ولوسائل الإيضاح المتاحة، وأن تكون المعلومات قريبة من مستوى التلاميذ العقلي، فلا
تكون أعلى من مستواهم فينصرفون عنها، لعدم قدرتهم على استيعابها لصعوبتها، ولا أقل
من مستواهم، فلا تدفعهم للإقبال عليها لسهولتها واستهانتهم بها، أن ترتبط بحياتهم
اليومية فتكون مفيدة لهم، تتجاوب مع ميولا تهم، وترتبط بمكتسباتهم السابقة في
المادة؛ وفي غيرها من الأنشطة(المواد) الأخرى ذات العلاقة، وتساعدهم على حل بعض
مشكلاتهم، وأن تكون دقيقة، تفيدهم في حياتهم اليومية...، ربط المعلومات ببعضها،
اللاحق بالسابق من معلومات المادة، والربط بما يتصل به من معلومات النشاطات الأخرى
ذات العلاقة، والربط بالمواقف الحيوية التي تستدعيها كل مرحلة عمرية ودراسية...،
انتقاء المناسب من الوسائل: إحضاره ومراقبته، والتأكد من صلاحيته، ومن القدرة على
استعماله، وحسن استغلاله بالفعالية والنجاعة المطلوبتين، وحسن الاستفادة منه في
تبسيط المعلومات وتبليغها...، إلمام المعلم بجوانب الموضوع،وقدرته على تبسيط
المعلومات وشرحها،وتمكنه من تقديم الأدلة على إثبات صحة المعلومات أو خطئها
باللجوء إلى البراهين الدقيقة المعتادة، وتبديد مخاوف المتعلمين بإعطائهم البديل
المناسب للموقف الراهن...، تحري تطابق المعلومات مع الأهداف الخاصة للدروس،ومع
الأهداف العامة للمادة، ومع الغايات المرسومة المنهاج...، الربط بين المادة وباقي
المواد التي لها علاقة بها، لتحقيق التكامل بين المواد حسب ما يقره المنهاج، ربطا
متناسبا مع مستوى التلاميذ، مع مراعاة فروقهم الفردية، والعمل على تحقيق الملمح
المنشود من وراء كل النشاطات في كل مستوى...، تجنب الإرهاق الممل الذي قد يؤدي إلى
عجز التلميذ عن الاستيعاب، هذا الملل الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى عزوف
التلميذ عن الدراسة...