الأستاذ حفيظ
عدد المساهمات : 108 نقاط : 332 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 15/06/2011 العمر : 42
| موضوع: أدوات الكتابة عند العرب و المسلمين الأحد يونيو 26, 2011 8:04 pm | |
| أدوات الكتابة عند العرب و المسلمين
إذا كان الإنسان في بلاد العراق قد استخدم مادة الطين للكتابة لتوفرها عندهم وقلةالحجر، فان الإنسان في مصر اعتمد بالشكل الرئيسي على نباتات البردي المتوفرة بكثرةعندهم، بالإضافة إلى المواد الأخرى المعروفة، ووجدت نقوش منذ فجر الحضارة المصرية ،تمثل رسوماً لإنسان يرسم على نبات البردي المعلق على جدران المعابد . كان نباتالبردي ينمو بكثرة في مستنقعات الدلتا في العصور القديمة ، ولقد استفاد المصريينمنه ، وفيما بعد تم التوصل إلى أحدى الصناعات المهمة التي تعتبر من أعظم ما أسدتهمصر للحضارة البشرية ، ألا وهي ( صناعة الورق ) ، وعلى الرغم من انقراض نبات البرديمن مصر الحالية إلا من بعض الأنواع الضئيلة ، ولكن نستطيع أن نكون فكرة عن النباتالذي استخدمه المصريون ، وذلك من خلال نبات البردي المنتشرة في بعض مناطق السودانحتى الآن . يبدأ بقطع هذاالنبات وهو أخضر على طول مناسب ، ومن ثم تنتزع القشرة الخارجية ويشقق اللب الداخليإلى ألواح سميكة ، وتصفف هذه الألواح ، الواحدة بجانب الأخرى بشكل متوازن ، ومن ثمتوضع فوقها وبشكل عمودي مجموعة أخرى متجاورة ، ثم تغطى الطبقتان من القماش الذييمتص الرطوبة من الألياف ، ويدق عليها بمدقة من الخشب لبعض الوقت ، ثم توضع أخيراًتحت مكبس صغير ، أو تحت أحجار ثقيلة ولمدة طويلة حتى تلتحم وتلتصق فيما بينهابواسطة الصمغ الذي تحتويه . وكانت تطلى بالصمغ حتى لا تنتشر الكتابة عليها ، ثمتصقل بعد ذلك صقلاً جيداً وتترك تحت أشعة الشمس ، لكي تكون صالحة للرسم الملون فيبعض الأحيان ، أما حجمها فكان متوسطاً وبمقياس 35 X 40 سم . وقد استخدم قدماء مصرورق البردي منذ منتصف حكم الأسرة الأولى ، وكان يستعمل حتى من قبل الرومانواليونانيين ، الذين أعجبوا بهذه المادة ، وكان ذلك في بداية القرن الثالث قبلالميلاد . وكان قصب البردي مادة مرغوبة حتى من قبل الأوربيين في ذلك الوقت ،حيث أسسوا لها مصانع ، وبصورة خاصة في روما . وكان ورق البردي على شكل لفائف ، يكتبعلى وجه واحد منها ، كما كان طول هذه اللفائف يبلغ نحو "45" متر ، وكان يستخدماللون الأسود أو الأحمر في الكتابة عليه ، وكانت الكتابة على شكل أعمدة أفقية أورأسية ، وتكتب بواسطة فرشاة أو قلم مبري ، حيث يغمسها الكاتب في المداد ، ويخط بهاالكتابة على البردي . أما أقدم لفافة بردية فترجع إلى عام " 2400 " قبل الميلاد ،وتحتوي مكتبة الإسكندرية على ( 490 ) لفافة بردي . - الرق : استخدم الرق منذ أقدم العصوروأستخدمه المصريون. وقد استخدم جلد الحيوانات مثل الغنم ، العجول ، الماعز ، إذ كان ينقعفي الماء المغلي عدة مرات ويغسل وينشر في الهواء الطلق على ألواح ليجف ، وأحياناًكانوا يضعونها بماء الجير لتزول منه المواد الدهنية . وبعد ذلك يجري دعكه بالحجرالخفان حتى يصبح ناعماً وبعد ذلك يحك بالطباشير فيصبح أبيضاً ، ومن ثم يكتب عليه . حيث أمتاز الرق عن الورق البردي بأنه يكتب عليه على الوجهين ، ولقوته ومتانتهوسهولة تناوله وترتيبه على الرفوف ، حيث أصبح في ذلك في المرتبة متقدمة على البردي . هذا مع العلم أن الرق أستعمل لمرة الثانية ، وبعد فترة زمنية ، وبالأخص في فترةالحريق الكبير الذي وقع في عهد الإمبراطور قسطنطين في بيزنطة حيث حرقت الكتب بأعدادكبيرة ، وبقي الرق سالماً ، فأخذوا بمحو كتاباتهم القديمة وإعادة الكتابة عليها مرةثانية . - أدوات الكتابةالعربية التي كتب بها وعليها : وقد مرت هذه وتلك بتغيرات عبر السنين ، فقبلمعرفة العرب للأقلام استعملوا أدوات حادة ، نقشوا بها كتاباتهم في الصخور أو علىالرحال . ومن أهم هذه الأدوات : • القلم : لدورها الهام أقسم الله تعالى بها فقال : ( ن، والقلم وما يسطرون ) وقال أيضاً : ( اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ) هذا يؤكد على أن الأقلام كانتمعروفة وموجودة وكان لها دلالات واضحة مثل ( توهمه – اليراع - المزير ) أي القلم . وللعرب كلام كثير في فضل القلم . حيث كانت الأقلام العربية الأولى تصنع من السعفوالغار أو القصب ومن ريش الطيور كالزر زور والغراب أو الصقر ، وكان القصب يبرى ثميغمس في المداد ويكتب به وفي ( صبح الأعشى ) نجد عرضاً مفصلاً لما قيل في وصفالأقلام وما ينبغي أن تكون عليه قصبها من الصلابة والاعتدال وقلة العقد . وماقيل في حجومها وطولها وعرضها حتى بري القلم . وبعد بري القلم يأتي شق القلم ويكونفي وسطه ولا يجوز أن يكون الأيمن أعرض من الأيسر أو العكس ، ثم قط القلم أي قطعهفهو على أنواع منها المحرف والمستوي والمائل والقائم والمصوب . • المداد أو الحبر : والمداد في الأصل كل شيء يمد به ، وإنما سمي بالحبرلتحسينه فقط ، والظاهر أنهم صنعوا الأحبار من مادة سوداء كالهباب ومسحوق الفحم ،مذاباً في سائل لزج كالصمغ ونحوه ، كما صنع من دهن بزر الفجل والكتان وذلك بوضعالدهن في مسارج وإيقادها حتى إذا نفذ الدهن رفعت بماء الصمغ . واللون الأسود هوالمفضل ، وربما يعود ذلك لبروز ووضوح الكتابة . • المثقال : وجدت أنواع مختلفة من الأثقال ، الغاية منها إبقاء الصفحات ثابتةأثناء الكتابة عليها .المسطرة : استخدمت لقياس الهوامش والصفحات والسطور . • الدواة شكلها وآلاتها : هي إناء أو الوعاء أو الأداةالتي يوضع فيها الحبر ، والدواة أو المحبرة بمعنى واحد ، وكانت تصنع من الخشب أو منالمعدن كالنحاس والحديد وربما عملت من الفخار أو من مادة زجاجية ، وكان بعض الكتابيطيب دواته ببعض ما عنده من طيب نفسه كماء الزهر وغيرها . ومن آلات الدواة السكينوهي المدية ، وكانوا يستحسنون العقابية وهي التي صدرها أعرض من بطنها . ومن آلاتهاأيضاً الملواق وهو الذي يلاق به الدواة ويستحسن أن تكون من أبنوس لئلا تغير لونالمداد . اليد : كانت اليد وما زالت هي الحاسة الرئيسية التي أبدعت حضاراتالإنسان ، فاليد هي التي تقد الحجر وتنقش الخزف .....الخ . • المواد التي يكتب عليها : وقد مرت أيضاً بتغيرات وتطورات وكانت مأخوذةمن البيئة التي يعيش فيها الفرد . ففي العصر الجاهلي كتبوا على : 1- الأكتافوالأضلاع : وأقصد بها أكتاف الإبل والغنم وأضلاعها . 2- اللحاف : وهي الحجارةالبيض الرقاق . 3- العسب و الكرانيف : وهي السعفة من النخل أو جريدة النخل إذايبست . 4 - الأديم والقضيم والرق : وكلها أنواع من الجلد ، فالأديم هم الجلدالأحمر أو المدبوغ ، والقضيم هو الجلد الأبيض ، أما الرق فهو ما يرقق من الجلدليكتب عليه . 5- المهارق : وهي الصحف البيضاء من القماش ، مفردها مهرق وهو لفظفارسي معرب ، ويقال أنه ثوب أبيض ، فيقول الأصمعي كان أصله خرق الحرير تثقل وتكتبعليه الأعاجم ، وتسمى ( مهر كرد ) ، وهناك أيضاً كرابيس ، وهو جمع كرباس أي ثوب منالقطن الأبيض .
| |
|