Hamid Admin
عدد المساهمات : 235 نقاط : 730 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/11/2010 العمر : 45
| موضوع: أسس تكوين الأسرة السعيدة السبت أبريل 21, 2012 2:23 am | |
|
أسس تكوين الأسرة السعيدة
هناك ثلاثة معالم ينبغي أن تتوفر في البيت المسلم هي : السكينة والمودة والتراحم السكينة " الاستقرار النفسي " : فتكون الزوجة قرة عين لزوجها ، لا يعدوها إلى أخرى ، كما يكون الزوج قرة عين لامرأته لا تفكر في غيره .
أما المودة " فهي شعور متبادل بالحب " :
يجعل العلاقة قائمة على الرضاء والسعادة . ويجيء دور الـــــــرحــمــــة :
لنعلم أن هذه الصفة أساس الأخلاق العظيمة في الرجال والنساء على حد سواء ، فالله سبحانه يقول لنبيه : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ وليست الرحمة لونًا من الشفقة العارضة ، وإنما هي نبع للرقة الدائمة ودماثة الخلق وشرف السيرة . وعندما تقوم البيوت على السكن المستقر ، والود المتصل ، والتراحم الحاني فإن الزواج يكون أشرف النعم ، وأبركها أثرًا . إذًا فمعادلة استقرار البيوت واستمرارها راسخة لا تتأثر بريح عاتية ولا تتزعزع لظروف مفاجئة تهز البنيان وتعود الأركان مبناها على أمرين اثنين هما : التفاهم والحب ؛ والحب هو سبيل التفاهم .. إذاً : تفاهم + حب = بيت سعيد مستقر
والتفاهم ينشأ من حسن الاختيار والتجاوب النفسي والتوافق بين الرجل والمرأة في الطباع والاتفاق بشأن الأولاد والإنفاق والتجاوب في العلاقة الخاصة ، أما الحب فهو ذلك الميل القلبي نحو الزوج أو الزوجة ، حيث إن الله فطر الرجل والمرأة على ميل كل منهما إلى الآخر ، وعلى الأنس به والاطمئنان إليه ، ولذا منّ الله على عباده بذلك فقال : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وهذا الميل الفطري والأنس الطبعي مجراه الطبيعي هو الزواج ، وهذه هي العلاقة الصحيحة التي شرعها الله بين الرجل والمرأة ؛ فمن أحب زوجته وعاشرها بالمعروف سيرجى أن تكون لها ذرية صالحة تنشأ في دفء العلاقة الحميمة بين أبوين متحابين متراحمين ، وهكذا يفرز لنا الحب أسرًا قوية البنيان لتفرزها لنا هي الأخرى مجتمعًا متين الأركان . وهذا هو الحب في الإسلام بين الرجل والمرأة إنه حب عفيف لا ريبة فيه ولا دغل ، حب يخدم الأسرة والمجتمع والأمة . كانت البيوت تبنى على الحب فإن دمارها يبدأ من جفاف المشاعر ... فلنعي ذلك جيدا و لنزرع الحب وننشره داخل منازلنا .. ومع أن الأسرة في عصرنا الحاضر قد تعيش في بحبوحة من العيش ، تملك الكثير من متاع الدنيا ، لكنها تبحث عن السعادة فلا تجدها ، والسبب في ذلك أن المشاعر قد جفت وانحصرت ، وأصبحت هشيمًا ، وهذه العلاقة أصبحت كجسد لا روح فيه توشك أن تنقضي وتقع وتنهار ، والجميع يعرف حقوقه ولكنه دائمًا ما ينسى تمامًا واجباته . ومع زحمة الحياة وتصارع وتيرة الهموم والأهداف والطموح قد ينسى الزوج أو تنسى الزوجة أهمية رعاية شجرة الحب بينهما وقد يظنا أن العلاقة بينهما قوية ومتينة وأن الحب راسخ ، ومع مرور الأيام تضعف الشجرة وتصبح عرضة لأي ريح عاصفة تسقطها ، وتدمرها وينهار البيت والسبب هو جفاف المشاعر . والحفاظ على المشاعر والعلاقة العاطفية غضة طرية ندية ، ليس معناه أن لا يختلف الرجل مع زوجه أبدًا ، ومن هو الذي خلا من الأخطاء والعيوب ، ولكن هناك فرقًا بين العتاب وتصحيح الخطأ ، وبين القسوة وجفاف المشاعر ، وكلنا ذوو خطأ ولكن يبقى الحب وتبقى المشاعر .
ويجب أن نفرق بين الخطأ وبين الشخص الذي أخطأ وهناك قاعدة تقول : " فرق بين الفعل والفاعل " فالفاعل زوجي وحبيبي ، والفعل تصرف خاطئ ، وهذه القاعدة الجليلة هي إحدى طرق السعادة والتغيير الفعال وحسن الاتصال . ويجب على كل من الزوجين التغاضي عن بعض ما لا يحب أن يراه في الآخر ، ويضع كلاهما في حسبانه أنه إذا كره في الآخر صفة فلا بد أن تكون فيه صفة أخرى تشفع له . | |
|